ايهاب النجار
عدد المساهمات : 109 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 13/02/2010 العمر : 50 الموقع : http://www.v111v.com/get-10019.html
| موضوع: اسرار المحبين الخميس أبريل 01, 2010 11:36 pm | |
| هل إشتقت للشهر الكريم ... أحبتي نحن علي أعتاب شهر شعبان و كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصومه إلا قليلاً يقول هذا شهر ترفع الأعمال فيه إلي الله و أحب أن يرفع عملي و أنا صائم. أخي أعمال العام الماضي تعرض في هذه الأيام علي المولي سبحانه و تعالي فهلا أرينا الله منا خيرا في هذه الأيام و إستعددنا بها لرمضان..!!؟يقول رسول الله صلي الله عليه و سلم(إنما الأعمال بالخواتيم)
فليكن ختام عامك في طاعه الله فتربح بذلك مغفره لما كان من تقصير في باقي العام...كانت هذه مقدمه و الحديث يستمر معنا في خطوات الإستعداد لرمضان و بعد أن تكلمنا في البوست الماضي عن التمرين الأول و هو التوبه إلي الله تعالي ... توبه تشمل حياتنا كلها..!!؟التمرين الثاني: التدريب علي تعظيم شعائر اللهغفله القلب من أضر الأشياء علي العبد؛ و لذلك لابد في الإستعداد لرمضان من التدريب علي يقظة القلب؛ و لا شك أن من يقظة القلب أن يراعي شعائر الله و أن يعطيها حظها من التوقير و التعظيم و حفظ الحرمة؛ و هذا مطلب خطير يجب أن يراعي في الاستعداد لرمضان.
فيجب أن نكون من داخلنا خائفين قلقين أن يفوتنا رمضان من غير أن نعتق من النار و نكتب من أهل الجنة...أصحاب السبت لما لم يعظموا أمر الله في عدم الصيد يوم السبت؛ مسخهم الله قرده قال تعالي
(فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)الأعراف 166و الله سبحانه و تعالي قال
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183فهذا أمر و فرض و شعيره عظيمه؛ من عظَّمها فهو التقي؛ قال تعالي
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج 32التمرين الثالث: التدريب علي إستقامه القلبلكي نستعد لرمضان لابد من إستقامه القلب؛ بأن يكون الله أحب إلينا من كل شئ؛ فنقدم محبته علي أي شئ و أن نعظم أمره و نهيه؛ لأن تعظيم الأوامر و النواهي من تعظيم الآمر الناهي؛ و أن تقوم بعمليه تطهير ظاهري و باطني.
و يكون ذلك بأمور منها:
أولاً: التعلق باللهأن يتعلق القلب بالله وحده؛ و أن من أكبر عوامل فساد القلب التعلق بالأسباب؛ لا تظن أنك بهذه الأسباب وحدها ستوفق لطاعة الله؛ بل لابد من عون الله لك؛ لابد أن يتعلق قلبك بالله؛ فأنت لا حول و لا قوه لك ؛ و الحول و القوه لله وحده؛ و من أخطر نتائج التعلق بالأسباب أن يحول الله بينك و بين قلبك؛ قال تعالي
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال 24لابد لك من شوق محرق يأخذ بيدك إلي ربك؛ و لا يحصل لك ذلك إلا بأن تطالع الله و صفاته؛ و تشاهد منن الله عليك و فضله السابغ؛ و تطالع جنايتك فتتحسر علي فوات الزمن في غير طاعة الله؛ فتتشوق لاستدراك الفائت و تهفو نفسك إلي عملٍ صالح يكفر ما قد كان من فِعالك؛ تذكر سبق السابقين و أنت لازلت قابع في شهواتك؛ تذكر يوم الوعيد و أنت تأكل يديك حسره و أهل الإيمان في الفردوس الأعلى قد تناءوا عن أمثالك.
ثانياً: استيعاب القلب لأسرار الطاعاتو استلهام حلاوة الإيمان...فإذا فقه القلب أسرار الطاعة؛ و ذاق لذة الطاعة؛ أنصلح حاله.
إن آفة الأعمال أيها الأحبة أن تجري علي الشكليات ... علي المناظر... علي ما يبدوا في الظاهر... هكذا نشأ أكثر أهل عصرنا؛ يتوضئون و يصلون و يصومون و يعتمرون و يحجون؛ و كل العبادات يؤدون كما رأوا آباءهم و أجدادهم يفعلون؛ هكذا يستمرون كما يفعل الناس يفعلون؛ دون دراسة حقيقية لأسرارها أو فقه لروحها؛ و بالتالي ضاع أثرها.
و عُدت تري صلاه بغير خشوع؛ و قرآناً بغير تدبر؛ و صياما بغير تبتل؛ و حجاً و عمرهً بغير حب و شغفٍ و شوق.. كل العبادات تؤدي شكلياً أداءً للواجب؛ و لكن دون وعي صحيح بأسرار العباده؛ فكانت النتيجه أن تجد أعمالاً بغير نتيجه و لا أثر لها علي شخصيه العبد و لا علي حاله مع الله.
إننا أيها الأحبه إذا أردنا أن نذوق طعم العباده؛ و لذه الطاعه فلابد من معرفه حقيقيه لأسرار العباد؛ و رمضان له أسرار؛ و أسرار الصيام أعظم؛ و لعلك إن تابعت معنا سلسله الإستعداد تجمع لك من متفرقه أسرار هذه الطاعه العظيمهالتمرين الرابع: تدريب القلب علي أنفه المعاصيالأصل في القلب هو وجود هذه الأنفه بالفطره؛ و لكن الفطره تتبدل كما هو معلوم؛ و كما قيل: كثره المساس تفقد الإحساس؛ فلذلك ينبغي علي الإنسان أن يتحري قبل رمضان إعاده هذه الحاسه إلي قلبه عند عدمها؛ أو تقويتها حال ضعفها؛ فيستنكف أن يعصي الله عز و جل و خصوصاً إذا استشعر حالته الإيمانيه أثناء الصيام. و لابد لكي تُدرب القلب علي الأنفه من المعاصي قبل رمضان من معايشه المعاني الروحيه العليا؛ كي تعود القلب النفور من الكذب و استهجان الغيبه و النميمه و إنكار المعاصي و الحذر منها؛ و لابد أن يعايش معاني تدبر القرآن و تفهم الأذكار؛ و يذوق لذه المناجاه و التضرع بين يدي الله؛ فمن ذاق الحلاوه أنف من مراره المعاصي؛ فتصبح همته متطلعه إلي معالي الأمور و تكره سفسافها.
و فرصه الإستعداد لرمضان تدريب فعلي علي الأنفه من المعاصي بكثره الصيام و تلاوه القرآن؛ و حال الإنشغال بذلك لا يتصور عاقل أن يمارس المعصيه حال آدائه للطاعه؛ و الأمر يحتاج إلي إستنكار عقلي؛ ثم رفض ذهني؛ ثم إنصراف فعلي عن المعاصي.
التمرين الخامس: الترويض علي الإنكسار لله عز و جلقال سبحانه و تعالي : (كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى)العلق 5إن رؤيه الإنسان لنفسه بعين الغني تجره إلي الطغيان و مجاوزه الحد؛ فلا يليق بالمؤمن إلا الفقر و هو أصل خلقته (الفقر إلي الله تعالي) و لكن هذا الفقر الداخلي يحتاج إلي استشعار حقيقي ليظهر أثره علي الجوارح و في الفكر و التعبد.
و معلوم أن الفقر وصف ذاتي لكل مخلوق؛ وصف لازم له؛ كما أن الغني وصف ذاتي للخالق جل جلاله قال تعالي
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)فاطر 15فلابد أن تظهر فقرك ذلك و إنكسارك بين يديه سبحانه و تعاليأيها الأخوه الطاعات مدد و أرزاق..و حينما تدخل علي الملك و أنت فقير يعطيك؛ و إذا دخلت عليه و أنت مستعلٍ طردك؛ لابد أن تدخل بفقرك و ضعفك و حاجتك و مسكنتك.
و هذا الباب –باب الذل- باب عظيم يوصل إلي رضا الرب الكريم جل جلاله؛ كما قال بعض السلف: أتيت من الأبوب كلها فوجدتها ملأي؛ فأتيته من باب الذل فوجدته خالياً؛ و كان شيخ الإسلام ابن تيميه يفتخر بفقره لربه؛ و بأنه عريق النسب في الفقر إلي الله تعالي فيقول:
أنا الُكَدِّي و ابنُ المُكَدِّي و هكذا كان أبي و جديإن إظهارك الإفتقار لله يستجلب لك رحمه الله و عفوه؛ فأنت فقير إلي الله؛ و الله غني عنك و عن عملك؛ و كل ما تعمل من عمل إنما هو لنفع نفسك قال تعاليمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا يونس 108فالله سبحانه و تعالي لا تنفعه طاعه و لا تضره معصيه؛ و لو أن خلقه كلهم أولهم و آخرهم و أنسهم و جنهم كانوا علي أتقي قلب رجل منهم؛ ما زاد ذلك في ملكه شيئاً؛و لو أن أولهم و آخرهم و أنسهم و جنهم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منهم ؛ ما نقص ذلك من ملكه شيئاً.
أخوتي و أحبتي نكتفي بهذا القدر و سنواصل السلسله في شكل قد يكون يومياً فلم يعد أمامنا وقت كبيرالكلمات الفائته منقوله إلا المقدمه و الباقي منقول بشكل شبه نصي من كتاب رائع للشيخ الجليلمحمد بن حسين آل يعقوبكتابأسرار المحبين في رمضانيوم من حياه صائم لفضية الشيخ / محمد حسين يعقوبالبرنامج
1- التبكير إلي صلاة الصبح في المسجد، فتخرج من بيتك قبل الفجر بربع ساعة، و صلاة المرأة في بيتها أفضل ... حكم الشرع
2- صلاة ركعتين تحية للمسجد، و لزوم الإستغفار حتي يؤذن للصلاة، ثم صلاة ركعتي السنة.
3- تلاوة جزء من القرآن ما بين الأذان و الإقامة، و إن استطعت و إلا فهو عليك بعد الصلاة.
4- المكوث في المسجد بعد الصلاة، و قراءة أذكار الصباح، و جزء من القرآن آخر حتي طلوع الشمس، مع مراعاه عدم التحدث معع أحد أو الإنشغال بأحد. صلاة ركعتي الضحي ثم الخروج من المسجد.
5-الذهاب إلي العمل أو المدارس و الكليات، أو العودة إلي البيت إن كان هناك وقت، و النوم لمده ساعتين.
6- إذا كنت ستذهب إلي العمل فعليك بالذكر طوال الوقت، و لا تتحدث إلا فيما يرضي الله عز و جل، و أتقن عملك، و لا تفسد صيامك، و أحسن خلقك، إساك و اللغو و الرفث و الغيبة و النميمة و الكذب و الفحش فكلها تنقض الصيام، و اقرأ جزءا ً من القرآن قبل صلاة الظهر و بعدها، و كذلك في صلاة العصر
7- إذا كنت ستعود إلي المنزل، أو المرأة التي صلت في بيتها، فستنام لمدة ساعتين و تستيقظ في التاسعة تقرأ القرآن و تذكر الله حتي صلاة الظهر.
8- عند العودة من عملك، أو انتهاء المرأة من إعداد الطعام و أعمال المنزل عليك بجمع أولادك حولك تتابعهم و تسألهم ماذا أنجزوا من عباداتهم.
9- يمكنك عمل حلقة قرآن في البيت مع زوجتك و أولادك، تقرؤون القرآن حتي قرب المغرب، ثم عليكم بالدعاء فإنه ُ لا يـُـرد.
10- الإفطار علي ثلاث تمرات و شربة ماء، و صلاة السنة القبلية للمغرب في البيت، ثم الخروج لصلاة المغرب في المسجد.
11- عليك بأخذ بعض التمر معك أو العجوة أو العصير لإفطار الصائمين الذين لم يعودوا إلي منازلهم بعد.
12- صلاة ركعتي تحية المسجد إن كان هناك وقت لذلك، ثم صلاة المغرب، ثم العودة إلي بيتك للإطار مع أهلك، و تكون زوجتك قد صلت المغرب مع أولادها الصغار.
13- لا تنس إفطار الفقراء و المساكين، و اشكر نعمة الله.
14- التبكير إلي صلاة العشاء في المسجد لكي تقف خلف الإمام، و يمكنك أن تأخذ زوجتك و أولادك معك، و صل مع الإمام حتي ينتهي.
15- عد إلي بيتك و اقرأ جزئي قرآن.
16- نم حتي الساعة الثانية صباحا ً.
17- الاستيقاظ و صلاة ركعتي تهجد، و راع فيهما طول القنوت "الوقوف".
18- السحور قبل الفجر بنصف ساعة.
19- الاستغفار، ثم الذهاب لصلاة الفجر.
نصائح:
1- عدم مشاهدة التلفاز و عدم الذهاب إلي الخيم الرمضانية و ما شباهها
2- المحافظة علي الأذكار الموظفة (الصباح و المساء، دخول البيت و الخروج منه، دخول المسجد و الخروج منه، دعاء الركوب، دعاء الخلاء و الخروج منه ...).
3- التقليل من الكلام و التقليل من الطعام و التقليل من الإنفاق و التبذير
4- الإكثار من ذكر الله.
5- التقليل من النوم
6- المحافظة علي ورد تلاوة القرآن
7- التقليل من المواعيد و الإرتباطات و اللقاءات و المكالمات الهاتفية
8- التقليل من الخروج من المنزل
9- التقليل من مخالطة البشر
10- غص البصر، حسن الخلق، الزهد في الدنيا
11- حفظ اللسان من آفاته جميعا ً مثل: ( غيبة- نميمة – كذب – رياء – بهتان – لغو – رفث – فضول ... )
12- المحافظة علي جميع السنن القبلية و البعدية للصلوات
13- المحافظة علي السواك
14- تجريد النية و تحقيقها
15- الخوف من الله و الرجاء إلي الله
16- دوام صدق التوبة بإستمرار كل ساعة
17- صلة الرحم، بر الوالدين، صدقة كل يوم
18- إفطار صائمين، إطعام فقراء و مساكين
19- علو الهمة و المنافسة
20- ختم القرآن أربع مرات علي الأقل خلال الشهر (مرة كل أسبوع)
21- المحافظة علي وردك من الذكر يوميا ً خمسة آلاف مرة ( ألف إستغفار ، ألف سبحان الله و بحمده - سبحان الله العظيم، ألف الباقيات الصالحات، ألف الصلاة علي رسول الله(ص)، و ألف ورد مختلف يوميا ً: تهليل، سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم و بحمده، لا حول و لا قوة إلا بالله، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ُ له الملك و له الحمد و هو علي كل شئ قدير... )، و من زاد فهو أفضل.
22- الدعاء بظهر الغيب لجميع المسلمين
23- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
24- الكف عن المعاصي تماما ً في رمضان و تجديد التوبة كل ساعة.
من كتاب الشيخ محمد حسين يعقوب ...
أسرار المحبين في رمضانلفضية الشيخ / محمد حسين يعقوب صفحة 133نسألكم الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءبرنامج الاعتكاف من كتاب( أسرار المحبين في رمضان )
--------------------------------------------------------------------------------
محمد بن حسين آل يعقوب
(1) الدخول إلى المعتكف مغربَ يوم 20 رمضان؛ فليلة الحادي والعشرين هي أول ليلة من ليالي العشر. (2) لا تنس نية الاعتكاف، والأجر على قدر النية « إِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى »، والنية تجري مجرى الفتوح من الله تعالى، فعلى قدر إخلاصك يفتح الله عليك بالنيات، مثلاً: * اتّباع * التخلُّص من العادات وتحقيق معنى مع استحضار النيات في المسارعة والمسابقة إلى الصف الأول. (6) ابدأ المسابقة والمسارعة في المسجد لكل أعمال الخير، وإن استطعت ألا يسبقك أحدٌ إلى الله فافعل. (7) أحضِرْ قلبك وكلَّ جوارحك ومشاعرك، واحتفظ بكل حضورك العقلي والذهني في صلاة المغرب، هذه أول صلاة في الاعتكاف، وسلِ الله بصدق: التوفيق والإعانة وألا تخرج من هذا المكان إلا وقد رضي ربك عنك رضًا لا سخط بعده، وأن يتوب عليك توبة صدق لا معصية بعدها، وأن يقبل عملك ويوفقك فيه ويرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يصرف عنك القواطع والصوارف، وأن يرزقك إتمام هذا العمل ولا يحرمك خيره .. ركز في هذه الأدعية وأمثالها، وابتهل إلى ربك وتضرع؛ فإنه لا يرد صادقًا سبحانه. ( لا تتعجل وتعلَّم وتعوَّد ذلك، ألا تتعجل الانصراف بعد الصلاة؛ فإنك لن تخرج من المسجد، احتفظ بحرارة الخشوع بعد الصلاة أطولَ فترة ممكنة، أذكار الصلاة ثم الدعاء .. ثم انشغل بذكر الله حتى يأتي وقت الطعام وتُدعَى إليه. (9) اضبط بطنك في هذا الاعتكاف؛ فإن أخسرَ وقتٍ تفقده هو الذي تقضيه في الحمَّام، فكُلْ ما تيسَّر ببساطة مما تم إعدادُه في المسجد، ولا تأمر ولا توصِ أن يأتيك الطعام من البيت أو من الخارج، « ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ». تواضع وكل مما تيسر، وتعلم أن ما يسُدُّ الرَّمَق ويقيم الأَوَد يكفي، فلا تأنف أن تأكل كِسرةً من خبز، ولا تتأفف من تصرفات مَنْ حولك أثناء الطعام، أَلْزِم نفسَك الذلَّ لله، وترك التنعم في هذه الرحلة مع الله في الاعتكاف في بيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن عباد الله ليسوا بالمتنعمين، وكان يكره كثيرًا من الإرفاه"(1). (10) فترة الأكل لا تتجاوز خمس دقائق أو عشر دقائق على الأكثر، وقم فورًا، ادخل الحمَّام قبل الزحام، جدِّد نشاطك، توضأ، غيِّر ملابسك إن أمكن، خذ مكانك في الصف الأول، صل 6 ركعات بخشوع "صلاة الأوابين" إلى أذان العشاء. (11) اعلم أن القادمين لصلاة العشاء يختلفون عن المعتكفين، فقلوبٌ مقيمةٌ في المسجد تختلف عن قلوبٍ أتت من الدنيا وهمومها؛ فاحذر المخالطة "اختبئ". (12) صلاة العشاء والتراويح يجب أن تختلف عند المعتكف عما ذي قبل: حضور القلب .. استشعار اللذة .. حلاوة المناجاة .. لذة الأنس بالله .. صدق الدعاء .. أنت رجلٌ مقيمٌ في بيت الله، لا خروج .. لا اختلاط .. لا معاصي .. كن أفضل. (13) احرص على كل الخيرات: ترديد الأذان، أو اجعل لك نصيبًا من الأذان، ثم ركعتي السنة فبين كل أذانين صلاةٌ، ثم الدعاء بين الأذان والإقامة والانشغال بالذكر. (14) إذا انقضت صلاة التراويح أسرع إلى خِبَائك في المعتكف، ودَعْك من السلام على الناس، وكثرة الكلام؛ فإن ذلك يقسي القلب، لابد أيها الحبيب من العزلة الشعورية الحقيقة وأن تجاهد نفسك لكي تَقبل ذلك وتحب ذلك وترضى بذلك. أسرع إلى خِبائك، ارقد وانشغل بالذكر، وسرعان ما ستنام هذه الساعة، وهي مهمة طبعًا لجسدك في أول الليل، ففيها إعانة على النشاط في التهجد. (15) هي ساعة، ستون دقيقة تحديدًا إن بارك الله فيها ستكون كافيةً جدًا، استعن بالله، واسأل الله البركة في أوقاتك وأعمالك. (16) استيقظ وانطلق بسرعة وبنشاط، جدِّد وضوءك، تطيَّب، جمِّل ملابسَك، استعدَّ ببعض الأذكار والأدعية للدخول في الصلاة: صلاة التهجد. (17) تستمر صلاة التهجد إلى ما قبل الفجر بنصف ساعة، واجتهد في هذه الصلاة أكثر من غيرها، فإنه الثلث الأخير من الليل ساعة التنزل الإلهي، أكثر الدعاء واصدق في اللجوء إلى الله، وجدِّد التوبة، سلِ الله القبول. (18) السّحور بمنتهى البساطة والسرعة لا يتجاوز 10 دقائق، ثم تجديد الوضوء حتى ولو كنت على وضوء، ثم التفرغ للاستغفار بالأسحار. (19) سابق إلى مكانك في الصف الأول خلف الإمام، وانشغل بالاستغفار فقط: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (الذاريات: 18)، حاذر: لا يتسامرون .. لا ينامون .. لا يغفلون .. (20) صلاة الفجر مشهودة، {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: 78)، كن في أشد حالات الانتباه، وتدبر الآيات وركز في الدعاء. (21) اجلس في مُصَلاك بعد الصلاة، ولا تلتفت بعد أذكار الصلاة .. أذكار الصباح المأثورة كلها لا تترك منها شيئًا. (22) اقرأ الآن بعد الانتهاء من أذكار الصباح ثلاثة أجزاء، وهذه القراءة بنية تحصيل الأجر، أما تلاوة التدبر فلها وقتٌ آخر. (23) صلاة الضحى ثمان ركعات بالتمام والكمال، احرص عليها وقد أديت شكر مفاصلك. (24) آنَ أوان النوم والراحة، لك أربع ساعات بالتمام والكمال نوم، نَمْ نومًا هنيئًا، ورؤى سعيدة. لا تنس قول معاذ: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، فاحْتسب تلك الساعات، وأشهِد الله من قلبك أنك لو استطعت ما نمت؛ ولكن هذه النومة لا للغفلة ولكن للتقوِّي على الاستمرار. (25) استيقظ قبل الظهر بفترة كافية لاستعادة النشاط وتجديد الوضوء، وربع ساعة قبل الأذان في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبتركيز شديد. (26) ردد الأذان، وصلِّ قبل الفريضة أربعًا واستغل باقي الوقت في الدعاء. (27) صلِّ الفريضة بحضور قلب؛ فللصلاة السرية أسرار في الأنس بالله أكثر من الجهرية. (28) صلِّ بعد الفريضة أربع ركعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى قبل الظهر أربعًا وبعد الظهر أربعًا حرَّم الله لحمه على النار"(2). (29) تلاوة قرآن، أربعة أجزاء إلى ما قبل أذان العصر بربع ساعة. (30) ربع ساعة قبل الأذان في قول: الكلمتان الحبيبتان "سبحان الله وبحمد، سبحان الله العظيم" تحببًا وطلبًا لمحبة الله. (31) صلِّ قبل الفريضة أربعًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا »(3). (32) اقرأ بعد صلاة العصر ثلاثة أجزاء، وقد تمت لك الآن عشرة أجزاء قراءةً. (33) قبل المغرب بنصف ساعة أذكار المساء بتركيز ودعاء. (34) الوقت قبل أذان المغرب في غاية الأهمية، استحضر الدعوة المستجابة للصائم، وأنت في نهاية اليوم وفي غاية التعب من كثرة العمل لله، انكسر وذِلَّ واطلب الأجر، واحتسب التعب، واسأل الله بتضرع أن يقبل منك عملك، ولا تنس الدعاء بظهر الغيب لأهلك وللمسلمين، ولن أعدِمَ منك دعوةً لي بظهر الغيب.
((وكذا يرجو من اعتنى بكتابة هذا البرنامج، نسأل الله أن يتقبله وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به سائر المسلمين)) | |
|