علي بن الحسين زين العابدين
صدقة السر
كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة، ولا يعلمون من وضعها، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره لئلا يطلع عليه أحد.
وبقي كذلك سنوات طويلة، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام.
فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين
--------------------------------------------------------------------------------
عبد الرحمن بن أبي ليلى
يخفي ذلك عليهم
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول: هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟! وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .
--------------------------------------------------------------------------------
روى أبو علي القشيري في تاريخ الرقة في ترجمة ميمون بن مهران
قال ميمون بن مهران لابنه عمرو انطلق بنا إلى دار الحسن
قال ابنه فانطلقت بالشيخ -يعني أباه- أقوده إلى الحسن البصرى
قال: وبينما نحن ذاهبون إلى دار الحسن اعترضنا جدول ماء
ولم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعل الولد نفسه قنطرة فعبر والده
على ظهره إلى الجانب الآخر، ثم قام وأخذ والده وانطلق حتى أتى
بيت الحسن ، وطرقوا الباب فخرجت الجارية وقالت: من؟ قال:
ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شقي! ما أبقاك إلى هذا
الزمان السوء؟ فبكى ميمون وعلا بكاؤه، فلما سمع الحسن بكاءه
خرج إليه، فسلم عليه واعتنقه، فقال ميمون : يا أبا سعيد ! شعرت
أن في قلبي غلظة فاستلن لي، فقل لي شيئاً يرققه
ثم قال ميمون : يا أبا سعيد ! أصوم له -أي لهذه القسوة في القلب؟
فقال الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
فأغشي على ميمون وجعل الحسن البصري يتفقد رِجله كما تتفقد
رِجل الشاة المذبوحة يظن أنه قد مات، ثم تركه ودخل الدار، فأفاق
ميمون ، فقالت لهم الجارية: اخرجوا فقد أزعجتم الشيخ!
فخرج ميمون وابنه عمرو ، وفي عودتهم قال عمرو لأبيه: يا
أبت! هذا الحسن ؟! قال: نعم. قال: ظننته أكبر من ذلك! فضرب
صدر ولده وقال: يا بني! لقد قرأ آية لو تدبرتها بقلبك لتصدع قلبك
ولكنه لؤم فيه، وهذه الآية لا تغادر سمعك إلا وتجرح قلبك
--------------------------------------------------------------------------------
بشَر الْحَافِي
جَاء رَجُل يُقَال لَه حَمْزَة بِن دِهْقَان لِبَشَر الْحَافِي الْعَابِد الْزَّاهِد الْمَعْرُوْف ، فَقَال أُحِب أَن أَخْلَوْا مَعَك يَوْمَا ، فَقَال : لَا بَأْس تُحَدِّد يَوْمَا لِذَلِك ، يَقُوْل فَدَخَلْت عَلَيْه يَوْمَا دُوْن أَن يَشْعُر فَرَأَيْتُه قَد دَخَل قُبَّة فَصَلَّى فِيْهَا أَرْبَع رَكَعَات لَا أُحْسِن أَن أُصَلِّي مِثْلَهَا فَسَمِعْتُه يَقُوْل فِي سُجُوْدِه " الْلَّهُم إِنَّك تَعْلَم فَوْق عَرْشِك أَن الذُّل – يَقْصِد بِالذُّل عَدَم الْشُّهْرَة - أُحِب إِلَي مِن الشَّرَف ..الْلَّهُم إِنَّك تَعْلَم فَوْق عَرْشِك أَن الْفَقْر أُحِب إِلَي مِن الْغِنَى .. الْلَّهُم إِنَّك تَعْلَم فَوْق عَرْشِك أَنِّي لَا أُوْثِر عَلَى حُبِّك شَيْئا " يَقُوْل فَلَمَّا سَمِعَتْه أَخَذَنِي الْشَّهِيْق وَالْبُكَاء ، فَقَال : " الْلَّهُم إِنَّك تَعْلَم أَنِّي لَو أَعْلَم أَن هَذَا هُنَا لَم أَتَكَلَّم "
--------------------------------------------------------------------------------
إِبْرَاهِيْم الْنَّخَعِي
قَال الْأَعْمَش : كُنْت عِنْد إِبْرَاهِيْم الْنَّخَعِي وَهُو يُقـرَأ فِي الْمُصْحَف ، فَاسْتَأْذَن عَلَيْه رَجُل فَغَطَّى الْمُصْحَف ، وَقَال : لَا يَرَانِي هَذَا أَنِّي أَقْرَأ فِيْه كُل سَاعَة .
--------------------------------------------------------------------------------
إبراهيم بن أدهم
قيل لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ ممن أخذ الحديث ؟ وممن أخذ العلم ؟
قال " قد سمع من الناس وله فضل في نفسه .. صاحب سرائر ما رأيته يظهر تسبيحاً ، ولا شيئاً من الخير ، ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده - يتظاهر أنه ليس من أهل الزهد وإنما يأكل كما يأكل عامة الناس فلا يقوم أولهم - "
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم احشرني مع صاحب النفق
رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم ، وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار على المسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو ، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحية من الحصن ، فحفر نفقاً ثم دخل منه ، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد ، فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس : سألتكم بالله أن يخرج إلي صاحب النفق ، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ، فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ، فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره وقل له يشترط عليك شرطاً ، وهو ألا تبحث عن بعد ذلك اليوم أبداً ، ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،فقال مسلمه : لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ ، لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بين الجند .
فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق "
--------------------------------------------------------------------------------
الخوف من التصنع
يَقُوْل عَلَي بْن مَكَّار الْبَصْرِي الْزَّاهِد : (( لِأَن أَلْقَى الْشَّيْطَان أُحِب إِلَي مِن أَن أَلْقَى فُلَانا أَخَاف أَن أَتَصَنَّع لَه فَأَسْقِط مِن عَيْن الْلَّه))
--------------------------------------------------------------------------------
ابن المبارك
محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره قال : كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم ، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك ، قال: فظن أني قد نمت ، فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه ، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم ، وقال : يا محمد ، فقلتُ: إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه
--------------------------------------------------------------------------------
لمن يبحث عن مخالطة اصحاب المال
قِيَل لِسُفْيَان الْثَّوْرِي : لَو دَخَلْت عَلَى الْسَّلاطِيْن ؟ قَال : إِنِّي أَخْشَى أَن يَسْأَلَنِي الْلَّه عَن مَقَامِي مَا قُلْت فِيْه ، قِيَل لَه : تَقُوْل وَتَتَحَفَّظ ، قَال : تَأْمُرُوْنِي أَن أَسْبَح فِي الْبَحْر وَلَا تَبَتُّل ثِيَابِي .
--------------------------------------------------------------------------------
ما العيش إلا هكذا
روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر