يجيدون فن التكتل و نجيد فن التفرق 00 لماذا ؟ !!0
(اماراتي وافتخر)(سعودي وافتخر)(يماني وافتخر)(عماني وافتخر)
(عراقي وافتخر)0000الخ ؛ هذه عبارات بدأت تطل برأسها علينا
وتزداد وثيرتها يومآ بعد يوم ؛ في الفضائيات والمنتديات
والشاتات وحتى في بعض الألقاب ؛ كل يفتخر بجنسه وجنسيته
ولونه وعرقه !! وهي لعمري جاهلية جهلاء ونكوص بعد ثبوت
وذلة بعد عزة ورفعة ؛ واستبدال الذي هو خير بالذي هو أدنى ؛
قال عمر الفاروق رضي الله عنه
( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) ؛
وقد أذلنا الله حقآ؛ فتارة نبتغي العزة في الشرق وتارة أخرى في
الغرب وتارة بالقومية والوطنية ؛ نغرد خارج السرب ؛ العالم من
حولنا تتوحد دوله وتتجمع ونحن نتفرق ونتنافر ؛ هاهو ذا
الاتحاد الأوروبي قد جمع تحت مظلته قرابة 28 دولة أوروبية
مختلفة الدين واللغة والثقافة والعرق ؛ لم يجمعها الا الموقع
الجغرافي الواحد والمصلحة المشتركة ؛ وأنت أخي لو ذهبت الى
احدى سفارات تلك الدول في بلداننا لشد انتباهك من أول وهلة
علم الاتحاد الأوروبي مرفوع يرفرف الى جوار علم تلك الدولة ؛
مما يدل على اعتزاز هذه الدول بوحدتها وتكتلها وتفخر به ؛
بل وأكثر من ذلك أنهم يشجعون باقي الدول الأوروبية للدخول
في هذا التكتل والاتحاد ويؤهلوهم ويقرروا لهم مساعدات دون
منة أو تعالي حتى يصلوا باقتصاديات تلك الدول الى مصافهم
ومستوياتهم استعدادآ لدخولهم هذا التكتل الضخم ؛ فيما نحن
نلف وندور حول رحى خلافاتنا وتعالي الأخ على أخيه واحتقار
الغني منا لأخيه الفقير ؛ هم يكرسون معاني الوحدة والقوة
والاتحاد والمصالح المشتركة ؛ ونحن نكرس معاني الفرقة
والاختلاف والشتات ؛ نكرس معاني القطر الواحد والبلد الأسمى
والأمجد والدولة العصماء وقداسة الانتماء للدولة ؛ ألا يكفينا
تقسيمآ وتجزأة ؛ أم أن شعارنا قد أصبح مزيدآ من تقسيم المقسم
وتجزيء المجزأ ؛ ألم يحن الوقت أن نفخر أمام العالم كله ونعتز
بهذا الدين الذي يدعونا قبل غيرنا بالوحدة والتآزر والتكاتف
ونبذ الخلاف والعصبية ونقول للعالم بأعلى صوتنا
(مسلم وافتخر) بدلآ من تلك العبارات النشاز التي تكرس مزيدآ
من الفرقة والغربة والضغينة بين أبناء الأمة الاسلامية الواحدة ؟
لماذا يجيد غيرنا فن الوحدة والتكتل والاجتماع ؟! فيما نحن
نزداد يومآ بعد آخر ابداعآ ومهارة وتطورآ في فن الفرقة
والتعالي والاختلاف ؟؟!! انك أخي لو ذهبت الى أمريكا وأوروبا
- حيث لا يعنيهم كثيرآ أن تقول لهم من أي جنسية أنت - يكفي أن
يعرفوا أنك مسلم حتى يرموك بالارهاب والجهل والتخلف ؛
أما اذا ساء حظك ونما الى علمهم أنك عربي الى جانب كونك
مسلم فأنت حينئذ في نظرهم زعيم للارهابيين وأخطر المجرمين
بصرف النظر من أي دولة عربية تكون !! اذن ألا يدعونا كل ذلك
للعودة الى رشدنا واتخاذ تعاليم ديننا نبراسآ ينير طريقنا نهتدي
بهديه خاصة فيما يخص اعادة صياغة وبناء العلاقة فيما بيننا ؛
وفيما بيننا وبين الآخر على ضوء سماحة دين الاسلام وتعاليمه
وسنة نبي الاسلام عليه الصلاة وأزكى السلام ؟0