مصطفى الامام
عدد المساهمات : 76 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 12/06/2010 العمر : 48 الموقع : أبوظبي
| موضوع: عائشة بنت الصديق الأحد أكتوبر 31, 2010 12:30 pm | |
| المقدمة الحمد لله بحمده يستفتح كل كتاب ، و بذكره يصدر كل خطاب ، و بتحميده يتنعم أهل النعيم في دار الثواب ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، شهادة من يوقن انه رب الأرباب و مسبب الأسباب ، و نرجوه رجاء من يعلم أنه الملك الغفور الرحيم التواب ، و أشهد أن محمداً عبد الله و رسوله ، اللهم صلي عليه و على آله و صحبه التابعين المخلصين ( اللذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل. إن تاريخ العرب زاخر بالشخصيات العظيمة التي تصلح كل شخصية منها لكي تكون نبراساً يضيء سبيل الحياة أمامنا و قدوة صالحة يحتذى بها. لقد كان ظهور الدين الإسلامي أكبر حادث في تاريخ البشرية .. و أصبحت الأمة الإسلامية من أقوى و أعظم الأمم في العالم أجمع ، فامتد سلطانها من حدود الصين إلى بلاد المغرب.و ما من شك في أن قوة و عظمة الأمة الإسلامية كانت ترجع إلى عظمة قادتها و ساستها. و تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح و من هؤلاء العظام السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها و عن أبيها .و لسوف أتحدث في الفصل الأول عن عظم عائشة بنت الصديق. عِظَمْ عائشة العظمة ليست مقصورة على الرجال فحسب ، و لقد زخر التاريخ الإسلامي بالكثير من النساء العظيمات كالسيدة خديجة بنت خويلد ، و السيدة فاطمة الزهراء و غيرهن.و مما لا مراء فيه أن أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كانت أعظم نساء عصرها،كانت المثل الأعلى في الحب الزوجي و العاطفة الفياضة و الذكاء اللماح الذي قلَ أن يوجد له نظير ، فتمكنت بذلك من أن تحتل مكانة عظمى في قلب سيد البشر أجمعين محمد صلى الله عليه و سلم.و من المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول لها ( حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى )و قصة حب الرسول صلى الله عليه و سلم لعائشة و حبها له تعتبر أعظم قصة حب في الإسلام كما قال صاحب رسول الله و خادمه ( أنس بن مالك ) رضي الله عنه ،و هي في نظري تعتبر أعظم قصة حب في تاريخ البشرية لا من ناحية عظمة الرسول و عظمة السيدة عائشة ، و لكن من ناحية عظمة و عمق الحب بينهما.و يكفينا للتدليل على عظمة هذا الحب أن محمداً صلى الله عليه و سلم حينما أدرك أن لقاءه بالرفيق الأعلى قد حان موعده .. استأذن نساءه لكي يرقد في مرضه الأخير عند عائشة و دفن تحت فراشها.و كانت أم المؤمنين السيدة عائشة علاوة على ذلك أفقه نساء المسلمين و أعلمهن بالدين و الأدب ، و لا عجب في ذلك فقد تشربت العلم منذ نعومة أظافرها من بحر العلم الأكبر الرسول صلى الله عليه و سلم .و قد قال عنها أبو المنذر هشام بن عروة بن الزبير بن العوام و هو من علماء المدينة:( ما رأيت أحداً أعلم بفقه و لا بطب و لا بشعر من أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها )و ورد في كتاب الاستيعاب لابن عبد البر : أن الإمام الزهري قال عنها :( لو اجتمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و علم جميع نساء الدنيا لكان علم عائشة أفضل ).و كانت تتمتع بذاكرة قوية نادرة ، حتى أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر من ألفي حديث شريف ، و تعتبر من أهم و أصدق المصادر التي يركن إليها في رواية الأحاديث النبوية الشريفة. | |
|